ظل اندماج هوندا ونيسان حديث العناوين الرئيسية لفترة طويلة، ولكن يبدو أن هناك عقبة جديدة كل شهر تعترض طريق هوندا أو نيسان. فما الذي يحدث هذه المرة؟ وهل تواجه ميتسوبيشي أزمة مالية مشابهة لما مرت به نيسان؟
بما أنك تتابع مدونة عرب ويلز للبقاء على اطلاع بآخر أخبار السيارات، سنوضح لك التفاصيل. تابع القراءة حتى النهاية لفهم الوضع الحالي لاندماج هوندا-نيسان وأسباب خفض ميتسوبيشي تقديرات أرباحها الصافية بنسبة كبيرة بلغت 76%.
اندماج هوندا-نيسان
كما نعلم جميعًا، تمر نيسان بظروف صعبة منذ فترة طويلة. وهنا جاءت هوندا بعرض اندماج، ووافقت الشركتان على الشراكة. كان الهدف من هذا التعاون أن تستفيد هوندا من خبرة نيسان في مجال السيارات الكهربائية، بينما تحصل نيسان على دعم مالي من هوندا.
لكن الآن، تريد هوندا حصة مسيطرة في نيسان. فقد أعربت هوندا عن قلقها بشأن جهود نيسان في التعافي، وتسعى إلى لعب دور أكبر في الشركة. هذه التحديات المتواصلة جعلت مستقبل نيسان غير مؤكد، حيث تواجه الشركة تخفيضات في الوظائف ومشكلات محتملة متعلقة بالتعريفات الجمركية.
وعلى الرغم من تعاطفنا مع نيسان، إلا أننا نتفهم موقف هوندا أيضًا. فلا أحد يراهن على الحصان الخاسر إلا إذا كان يسعى إلى تحويله إلى فائز. تريد هوندا أن ترى تقدمًا واضحًا من نيسان قبل إتمام الاندماج.
في 31 يناير 2025، أكدت هوندا ونيسان أن الاندماج الرسمي قد تم تأجيله من أواخر يناير إلى منتصف فبراير. جاء هذا التأجيل بسبب خلافات داخلية وعجز نيسان عن إثبات استقرارها المالي.
ليس إنقاذًا لنيسان
صرّح الرئيس التنفيذي لهوندا، توشيهيرو ميبي، قائلًا: “هذا ليس إنقاذًا لنيسان.” وأكد أن نيسان بحاجة إلى تحسين أدائها المالي إذا كانت ترغب في التزام هوندا بالشراكة. وبالفعل، بدأت نيسان في اتخاذ خطوات للوفاء بالتزاماتها.
أعلنت نيسان مؤخرًا عن خطط لتسريح 9,000 موظف حول العالم، بالإضافة إلى خفض الإنتاج في مصانعها في الولايات المتحدة. في شهر أبريل، ستقوم نيسان بتعديل الإنتاج في منشآتها في سمرنا، تينيسي، وكانتون، ميسيسيبي، حيث يتم تصنيع طرازي روج وألتيما.
سيؤدي هذا التغيير إلى خفض الإنتاج في الولايات المتحدة بنسبة 12%، أي ما يعادل 63,000 مركبة سنويًا. كما تواجه نيسان تحديات إضافية بسبب التعريفات الجمركية المحتملة التي قد تفرضها سياسات الرئيس ترامب التجارية. من المتوقع أن تخضع الطرازات المصنعة في المكسيك، مثل سنترا وفيرسا وكيكس، لضريبة جمركية بنسبة 25%، مما قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعارها، الأمر الذي سيؤثر سلبًا على مبيعاتها في الولايات المتحدة.
ميتسوبيشي في أزمة؟
تواجه ميتسوبيشي، التي كانت متورطة بشكل غير مباشر في اندماج هوندا ونيسان، مشاكل مالية أيضًا. ففي عرضها الأخير لنتائج الربع الثالث المالية، كشفت الشركة عن انخفاض هائل في توقعاتها السنوية لصافي الأرباح حيث تراجعت بنسبة تقارب 76% مقارنة بتوقعاتها السابقة البالغة 144 مليار ين، والتي تم إصدارها في مايو 2024.
وفقًا لتقرير Nikkei Asia، فإن تراجع مبيعات الجملة بدون عروض أو خصومات، وارتفاع نفقات التسويق في أمريكا الشمالية، والتضخم، هي العوامل الرئيسية وراء هذه الأزمة المالية. نتيجة لذلك، قامت ميتسوبيشي بتعديل أهداف مبيعاتها السنوية، حيث خفضتها من 895,000 وحدة إلى 848,000 وحدة.
ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم يمثل تحسنًا مقارنة بمبيعات العام الماضي، والتي بلغت 815,000 وحدة. لكن معظم هذا الانخفاض يتركز في أكبر أسواق ميتسوبيشي، وهما تايلاند وإندونيسيا، حيث تواجه الشركة تحديات كبيرة.
صرّح الرئيس التنفيذي تاكاو كاتو خلال مكالمة الأرباح يوم الاثنين قائلًا:
“كانت تايلاند تتطلب مليون سيارة سنويًا، ولكن هذا الطلب لم يتعافَ بشكل ملحوظ بعد جائحة كوفيد-19. وبسبب ارتفاع مستوى ديون الأسر، تراجع الطلب بوتيرة أسرع خلال العامين الماليين 2023 و2024.”