تعد الإمارات العربية المتحدة واحدة من أسرع الأسواق نمواً في قطاع السيارات عالمياً، حيث يلعب هذا القطاع دورًا حيويًا في دفع عجلة النمو الاقتصادي. في السنوات الأخيرة، أدى التبني السريع للسيارات الكهربائية (EVs) والتقنيات المتطورة إلى تسريع تحول هذا القطاع. ووفقًا للتوقعات، من المتوقع أن ينمو القطاع بمعدل 10% بحلول عام 2030، مما يُبشر بعصر جديد لصناعة السيارات في الإمارات. وتتمثل عناصر النمو الرئيسية في السيارات الكهربائية، والتقنيات المتقدمة، وأجزاء ما بعد البيع، والنظم الرقمية، مع توجهات الدولة نحو إنتاج السيارات محليًا.
1. التحول نحو السيارات الكهربائية والهجينة: ثورة بيئية
يركز اهتمام الإمارات على الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يضع السيارات الكهربائية في مقدمة سوق السيارات. وقد ساهمت زيادة أسعار الوقود، والاهتمام البيئي، والتزام الحكومة بمكافحة تغير المناخ في تبني السيارات الكهربائية والهجينة بسرعة. وتهدف الحكومة إلى خفض الانبعاثات بشكل كبير بحلول 2030، حيث يُتوقع أن تشكل السيارات الكهربائية حصة كبيرة من السوق.
تعمل الدولة على تطوير بنية تحتية شاملة للسيارات الكهربائية، حيث تقوم هيئة الطرق والمواصلات في دبي (RTA) ودائرة الطاقة في أبوظبي بتوسيع محطات الشحن. وتشمل المبادرات تطوير شبكات ذكية ومصادر طاقة متجددة لدعم هذه التحولات، مما يحد من الاعتماد على الوقود ويوفر حلول نقل نظيفة ومستدامة.
معلومة مهمة: تسعى الإمارات إلى تركيب أكثر من 42,000 محطة شحن بحلول عام 2030، لتكون من أكثر المناطق الصديقة للسيارات الكهربائية في العالم. كما تقدم الحكومة حوافز لتشجيع تبني السيارات الكهربائية، بما في ذلك إعفاءات من رسوم التسجيل، ومواقف مجانية، وإعفاء من الرسوم المرورية.
2. التقنيات المتقدمة في صناعة السيارات
يكمن مستقبل صناعة السيارات في الإمارات في الابتكار والتقنيات المتطورة. تعيد السيارات ذاتية القيادة، وأنظمة القيادة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الاتصال الذكي، تعريف تجربة التنقل. وتستثمر الإمارات بشكل كبير في أبحاث المركبات الذاتية، وتقوم بتجارب على السيارات ذاتية القيادة في مدن مثل دبي.
إلى جانب ذلك، تلعب الأنظمة الذكية مثل أنظمة الملاحة المحسنة والصيانة التنبؤية والتواصل بين المركبة والبنية التحتية (V2I) دورًا رئيسيًا في تحسين السلامة وتقليل الازدحام.
معلومة مهمة: تهدف دبي إلى أن تكون 25% من وسائل النقل ذاتية القيادة بحلول عام 2030.
3. سوق قطع الغيار وخدمات ما بعد البيع: نمو مستمر
يزداد الطلب على تخصيص وترقية السيارات، حيث يبحث المستهلكون عن قطع غيار حديثة لتحسين تجربة القيادة. بدءًا من الإطارات والأجزاء عالية الأداء وصولاً إلى أنظمة الترفيه المتقدمة ووحدات التكييف الصديقة للبيئة، يشهد قطاع ما بعد البيع طفرة كبيرة.
ومع تزايد عدد السيارات المتطورة على الطرق، سيزداد الطلب على خدمات الصيانة وقطع الغيار بشكل كبير، مما يمثل فرصًا للمصنعين المحليين لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات الفاخرة والصديقة للبيئة.
معلومة مهمة: من المتوقع أن يشهد قطاع ما بعد البيع نموًا سريعًا بفضل زيادة الطلب على قطع الغيار الخاصة بالسيارات الكهربائية والإكسسوارات الذكية والحلول الموفرة للطاقة.
4. النظم الرقمية: تجربة سلسة
لا تقتصر التحولات الرقمية في الإمارات على قطاع التجزئة والخدمات فقط؛ بل يشهد قطاع السيارات أيضًا رقمنة متزايدة، مع توفر منصات لشراء السيارات وقطع الغيار والخدمات عبر الإنترنت. توفر هذه المنصات وصولاً سهلاً للمستهلكين إلى خدمات مثل الصيانة، وشراء قطع الغيار، وتخصيص السيارات من منازلهم.
تنمو منصات التجارة الإلكترونية الخاصة بقطاع السيارات بسرعة، مما يتيح للمستهلكين العثور على مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات دون الحاجة إلى زيارة المتاجر. توفر الحلول الرقمية المزيد من الشفافية والراحة، مع أسعار تنافسية وتقييمات العملاء وخيارات التوصيل الفوري.
معلومة مهمة: من المتوقع أن تنمو خدمات السيارات عبر الإنترنت بنسبة 20% بحلول عام 2027، مما يعزز سهولة الوصول إلى خدمات التشخيص وشراء قطع الغيار.
5. طموحات الإمارات نحو الإنتاج المحلي
تعتمد الإمارات حاليًا بشكل كبير على استيراد السيارات من العلامات التجارية العالمية مثل تويوتا، ونيسان، وكيا، وهيونداي. ولكن، تسعى الإمارات إلى تحويل مشهد السيارات من خلال تعزيز قدراتها التصنيعية المحلية. وتشمل رؤية الحكومة تطوير صناعة سيارات محلية تنافسية تلبي الطلب المحلي وتدفع الإمارات نحو التصدير.
ستدعم الاستثمارات في البحث والابتكار والشراكات مع العلامات التجارية العالمية تطوير التصنيع المحلي. وسيلعب إنشاء سلسلة إمداد محلية للسيارات الكهربائية والمركبات الذكية دورًا أساسيًا في تقليل التكاليف وتعزيز الابتكار التكنولوجي.
معلومة مهمة: تسعى الإمارات لتصبح من أبرز مصنعي السيارات في المنطقة بحلول عام 2030، مع التركيز على السيارات الفاخرة والسيارات الكهربائية. سيساهم ذلك في تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الواردات، وخلق فرص عمل كبيرة في قطاع السيارات.