ما الذي جعل تويوتا سوبرا مشهورة؟
دور سوبرا البطولي في الفيلم جعل جيلًا كاملًا يتعرف على عالم السيارات الرياضية اليابانية وثقافة السيارات بشكل عام.
في عام 2010، غيّر دومينيك توريتو العالم بكلمات سبع: “أنت مدين لي بسيارة تدور في 10 ثوانٍ.” كانت سيارة يمكنك تخصيصها حتى أدق التفاصيل وتحويلها إلى صاروخ. ومنذ أن تفوق تويوتا سوبرا لبراين أوكونر على دودج تشارجر الخاص بدوم في فيلم فاست آند فيوريوس الأول، ساعدت هذه اللحظة في تعريف ثقافة السيارات في جميع أنحاء العالم.
تويوتا سوبرا هي أسطورة حية من أرض الشمس المشرقة. اسأل أي مراهق في الحي عن ثقافة السيارات اليابانية (JDM)، وسيجيب “ما أعرف عنها كثير”. ولكن، إذا سألت نفس الشاب عن تويوتا سوبرا، فسيبدأ حديثًا طويلًا عنها.
هذا يمكن أن يعطيك فكرة عن مدى الانطباع الكبير الذي تركته تويوتا سوبرا على جيل الألفية وجيل Z. لكن، لم تكن سوبرا تحظى بنفس الشهرة والاحترام والشعبية التي تتمتع بها الآن عندما تم إطلاقها لأول مرة.
درس تاريخي
قصة السيارات الرياضية العظيمة تبدأ هنا: ظهرت أولاً كسيارة “بوني كار”. في عام 1964، أطلقت فورد سيارتها فورد موستانج، مما بدأ جنون سيارات البوني. من لا يرغب في سيارة سيدان أنيقة ومتوسطة السعر مزودة بمحركات ضخمة؟
أرادت تويوتا أن تنافس، فتمكنت من تقديم تويوتا سيلكا بنظام الدفع الخلفي في عام 1970. مرت السيارة ببعض التعديلات الطفيفة على مر السنين. وفي عام 1978، قدمت تويوتا تويوتا سيلكا XX. لكن فريق تويوتا في أمريكا الشمالية لم يحب اسمها كثيرًا، لذا أعادوا تسميتها إلى تويوتا سيلكا سوبرا بدلاً من ذلك.
كانت تويوتا سوبرا نسخة أكثر قوة وأناقة من تويوتا سيلكا. تم تمديد غطاء المحرك في سيلكا سوبرا لأنه تم استخدام محرك الأسطوانات الأربعة الأسطوري الذي كان موجودًا في سيارة تويوتا 2000GT الرياضية الرائدة من الستينيات، والمعروف بمحرك M، لكن تويوتا أضافت له أسطوانتين إضافيتين خصيصًا لهذه السيارة المحبوبة.
لطالما كانت تويوتا رمزًا للإعتمادية والموثوقية، تمامًا مثلي. ولكن، وعلى عكسني، فهي لا تمثل المتعة والإثارة. لذا، استعانت تويوتا بأصدقائها البريطانيين في لوتس في السبعينيات. وعندما تضع كلمتي “بريطاني” و”السبعينيات” في نفس الجملة، فإنك دائمًا ما تحصل على كلمة “جودة”.
وبذلك، أصبحت تويوتا سوبرا أكثر روعة، بينما حصلت سيارات لوتس إكسل على قطع غيار موثوقة من تويوتا. ومع ذلك، كانت تلك السيارات ما تزال تتعطل. أعني، إنها لوتس في النهاية. لا أحد يمكنه إصلاح لوتس. النتيجة كانت سيارة ليست جيدة جدًا ولا سيئة جدًا. ولكن، خمسة نجوم على الجهد المبذول. كان رمز هيكلها هو A40.
في عام 1981، تم تقديم تويوتا سيلكا سوبرا A50، لكن الصحفيين الأمريكيين لم يحبوا اسم A50، لذا بدأوا في تسميتها مارك 2. مثل السيارة الأولى، كانت مارك 2 سوبرا جيدة ولكن كان يمكن أن تكون أكثر إثارة. في عام 1986، قامت تويوتا بفصل سيلكا و سوبرا إلى طرازين مختلفين.
كانت هذه هي سوبرا مارك 3، وقد جاءت مع نسخة أكثر قوة من محرك M. ومع ذلك، زادت وزنها بحوالي 500 رطل في نفس الوقت. لذا، كانت لا تزال مشابهة لأسلافها: سيارة متوسطة.
تقديم الشحن القسري
بدأت الأمور تتحسن في عام 1987 عندما قدم شخص ما في تويوتا تقنية الشحن القسري لمحرك M، أي أضافوا التوربو لتحويل المحرك إلى 7M-GTE، الذي يُعتبر حتى اليوم محركًا أسطوريًا. قد يبدو أن محركًا بست أسطوانات مستقيمة ينتج 230 حصانًا ليس مثيرًا جدًا، لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن هذا كان في عام 1987.
وفي عام 1993، تطورت سوبرا مارك 3 إلى شكلها النهائي والأكثر نجاحًا مع محرك جديد موجه للأداء، وهو 1JZ-GTE ذو الست أسطوانات المستقيمة. هذا المحرك أهان محرك 7M-GTE الأقدم وجعل سوبرا أسرع بكثير من قبل.
كانت تويوتا سوبرا، التي بدأت كمنافس لفورد موستنج، قد أصبحت فجأة أكثر توفيرًا، مرغوبة، وأسرع من فورد موستنج.
الزعيم الأخير
قدمت تويوتا سوبرا مارك 4 أو A80 في عام 1993. تخلت عن التصميم الصندوقي وبدت أكثر أناقة، وكأنها بورشه. كانت مزيجًا انسيابيًا من الديناميكا الهوائية والروعة. كانت أقوى من الطرازات السابقة، بل إن تويوتا جعلتها أخف وزنًا، حيث فقدت أكثر من 200 رطل
لم تكن سوبرا الأقوى والأخف وزنًا مجرد سيارة سريعة، بل كانت أيضًا تتمتع بتعامل أفضل. وفقًا لمجلة Car and Driver، كانت السوبرا تمتلك أقوى مكابح وأقصر مسافة توقف من أي سيارة إنتاجية بين عامي 1997 و2004.
المكون السري
من بين العوامل العديدة التي ساهمت في نجاح تويوتا سوبرا، كان محرك 2JZ-GTE أحد العوامل الرئيسية. قدمت سوبرا خيارين من المحركات: 2JZ-GE غير المزود بشاحن توربيني لطراز Supra SZ، و2JZ-GTE المزود بشاحنين توربينيين لطراز Supra Turbo أو Supra RZ. كان محرك 2JZ لا يُقهر.
أي ميكانيكي يعرف عمله يمكنه استبدال بعض الأجزاء، وزيادة الشحن قليلاً، وتحويل 2JZ إلى وحش بقوة 800 حصان. كمقارنة، كان سيارة آيرتون سينا في الفورمولا 1 تنتج 710 حصان في نفس العام. لا يزال محرك 2JZ يُعتبر أحد أكثر المحركات قابلية للتعديل والصلابة على الإطلاق.
كانت تويوتا سوبرا A80 ناجحة للغاية. كانت أسرع وأكثر راحة، تحتوي على أربعة مقاعد، وكانت ذات مظهر رائع. هل ذكرت تلك المكابح الممتازة من قبل؟ كما كانت موثوقة أيضًا، لأنها في النهاية تويوتا.
كانت تويوتا سوبرا A80 جيدة لدرجة أنها تنافست مع سيارات بورشه وأستون مارتن في تلك الأيام، ولكن بسعر نصف السعر.
سيارة العشر ثواني
أصبحت سوبرا مشهورة جدًا لدرجة أنها أصبحت نجمًا سينمائيًا. لم تكن فقط يقودها الأسطورة بول ووكر، بل حصلت أيضًا على الدور الرئيسي في فيلم فاست آند فيوريوس الأول. جعلت سوبرا من جيل كامل يتعرف على عالم السيارات الرياضية اليابانية وثقافة السيارات بشكل عام.
كانت سوبرا مارك 4 أسطورة، أيقونة، تمامًا مثلي. توقفت تويوتا عن إنتاج A80 سوبرا في عام 1998. كانت السوبرا أفضل من أن تكون في هذا العالم. كانت سوبرا 1992 الجديدة آنذاك تساوي 29,000 دولار. أما في عام 2024، فإن سوبرا التي تم الحفاظ عليها جيدًا أو التي تم تعديلها بشكل كبير قد تساوي أكثر من 100,000 دولار.
لذا، إذا كان لديك واحدة في المرآب، قد تكون ثريًا إذا قررت بيعها.
الطفل غير المرغوب فيه
حاولت تويوتا إحياء سوبرا من خلال شراكتها مع بي إم دبليو، وقدمت A90 سوبرا في عام 2019. كانت في الأساس بي إم دبليو Z4 ولكن مع شعار تويوتا. وعلى الرغم من كونها سيارة رياضية أنيقة، معقولة السعر، وموثوقة، إلا أنها لم تحظَ بنفس الشهرة والاحترام الذي كانت تتمتع به A80 سوبرا.
وبذلك، انتهت إرث سوبرا تويوتا مع A80 سوبرا. نأمل أن تكون قد استمتعت بقراءة هذه المدونة. لمزيد من المحتوى المذهل عن السيارات، تابع مدونة عرب ويلز.