السائقون في دبي أضاعوا 35 ساعة بسبب ازدحام المرور في عام 2024
35 ساعة مهدرة بسبب الازدحام
منذ يناير 2021، استقطبت دبي 378,000 مقيم جديد نتيجة توافد العمالة الأجنبية، والمستثمرين، والمحترفين. ووفقًا لبيانات “سالك”، ارتفع عدد المركبات المسجلة في دبي بنسبة 8.7% على أساس سنوي ليصل إلى 4.3 مليون مركبة.
خلال ساعات النهار، يوجد الآن 3.5 مليون سيارة على طرق دبي. وعلى مدار العامين الماضيين، شهدت تسجيلات المركبات زيادة بنسبة 10%، وهو معدل أعلى بكثير من المتوسط العالمي الذي يتراوح بين 2-4%.
معالجة الازدحام
تواصل حكومة الإمارات الاستثمار بكثافة في البنية التحتية لتخفيف الازدحام. ففي عام 2024، تم اعتماد خطة طرق داخلية لمدة خمس سنوات تشمل تنفيذ 21 مشروعًا في 12 منطقة، وستضيف 634 كيلومترًا من الطرق الجديدة بتكلفة تصل إلى 3.7 مليار درهم.
ظل تطوير البنية التحتية أولوية رئيسية حتى خلال الأوقات الصعبة مثل الأزمة المالية العالمية 2008-2009 وجائحة كوفيد-19. وعلق فواز سوس، الرئيس التنفيذي لشركة “أوكتا بروبرتيز”، قائلاً: “البنية التحتية في دبي تحفز النمو من خلال دمج شبكات الطرق مع أنظمة قانونية شفافة”.
كما تعمل السلطات على معالجة الازدحام من خلال اعتماد ساعات عمل مرنة وسياسات العمل عن بُعد. ووفقًا لدراسات أجرتها الجهات المختصة في دبي، تهدف هذه الإجراءات إلى تقليل حركة المرور خلال ساعات الذروة بنسبة 30%.
سرعات المرور والمقارنات العالمية
رغم زيادة الازدحام، تحتل دبي المرتبة 154 عالميًا في الازدحام المروري، مما يجعلها أفضل من العديد من المدن الكبرى. وفي عام 2024، انخفضت السرعات القصوى خلال ساعات الذروة إلى 50 كم/ساعة مقارنة بـ 56 كم/ساعة في عام 2019، في حين ارتفعت السرعات خارج أوقات الذروة إلى 70 كم/ساعة.
هل شهدت الإمارات ازدحامًا أقل؟
على المستوى العالمي، واجهت مدن مثل إسطنبول ونيويورك ولندن ازدحامًا مروريًا أسوأ بكثير. فقد أضاع السائقون في إسطنبول 105 ساعة في الزحام، بينما خسر السائقون في نيويورك ولندن أكثر من 100 ساعة لكل منهم. أما في الإمارات، فقد كانت حركة المرور أخف نسبيًا.
في أبوظبي، قضى السائقون 19 ساعة في الزحام، أي أقل بنسبة 5% مقارنة بعام 2023. كما أضاع السائقون في أم القيوين 14 ساعة، بانخفاض 7% عن العام السابق. وشهدت الفجيرة والعين ازدحامًا أقل أيضًا، حيث أضاع السائقون 8 و9 ساعات على التوالي.
تكلفة الازدحام المروري عالميًا
كلّف الازدحام المروري السائقين حول العالم مليارات الدولارات بسبب الوقت المهدر. ففي الولايات المتحدة، أضاع السائقون 43 ساعة في الزحام، بقيمة تصل إلى 771 دولارًا لكل سائق، مما كلف الاقتصاد الأمريكي 74 مليار دولار في عام 2024. أما السائقون في المملكة المتحدة، فقد تكبدوا خسائر مماثلة بمتوسط 61 ساعة في الزحام، ما يعادل 7.8 مليار جنيه إسترليني.
الخلاصة
تُبرز الـ 35 ساعة المهدرة في دبي خلال عام 2024 التحديات المرتبطة بالازدحام الحضري مع تزايد عدد السكان في المدينة. ومع زيادة بنسبة 45% مقارنة بعام 2022، تُظهر هذه التأخيرات تأثير التوسع الحضري والنمو الاقتصادي السريع.
ومع ذلك، فإن النهج الاستباقي لدبي، والذي يشمل استثمارات ضخمة في البنية التحتية وتطبيق سياسات العمل المرنة، يهدف إلى معالجة هذه التحديات. وبينما قد تبدو الـ 35 ساعة المهدرة كبيرة، فإن تصنيف الإمارة في المرتبة 154 عالميًا من حيث الازدحام يعكس كفاءتها النسبية. تؤكد دبي من خلال التخطيط المدروس والتطوير المستمر قدرتها على تحقيق توازن بين متطلبات النمو الحضري.
إذا كنت تفضل هذا النوع من المحتوى، استمر بمتابعة مدونة عرب ويلز.