تتخذ حكومة الإمارات العربية المتحدة خطوات عاجلة وجريئة لمواجهة تغير المناخ. وفي خطوة رائدة، أطلقت الحكومة مبادرة لإزالة الكربون من قطاع النقل التجاري عبر الاستعانة بالمركبات الكهربائية، حيث تدعم كبرى الشركات هذا الهدف الوطني الطموح المتمثل في تحقيق صفر انبعاثات بحلول عام 2050.
طريق 2.0
يمثل برنامج “طريق 2.0” الثوري، الذي تقوده تحالف الإمارات للعمل المناخي (UACA) وبدعم من الجهات الحكومية الرئيسية، جبهة موحدة تجمع بين الشركات الرائدة الملتزمة بتقليص الانبعاثات الكربونية من خلال الانتقال الكامل إلى المركبات عديمة الانبعاثات Zero Emission Vehicles (ZEVs) في أساطيلها.
ولا تعد هذه التعهدات مجرد إعلانات؛ بل هي قفزة نوعية للأمام في جهودنا الجماعية للتقليل الكبير من الانبعاثات. إنها خطوة حاسمة تساهم بفعالية في تحقيق هدف الإمارات الطموح بخفض الانبعاثات بنسبة ملحوظة تصل إلى 19% بحلول عام 2030.
الانتقال إلى حلول التنقل الخضراء
تجمع المبادرة 17 من قادة القطاعات المختلفة، بما في ذلك قطاعي اللوجستيات والتجزئة، حيث يلتزم كل منهم بتطبيق المركبات عديمة الانبعاثات في عملياته داخل الإمارات، وتشجيع النظام البيئي على التحول نحو حلول التنقل الأخضر. والهدف هو تشغيل 90 مركبة تجارية عديمة الانبعاثات بحلول نهاية عام 2024، مع استهداف الوصول إلى 6,000 مركبة بحلول عام 2030 و20,000 مركبة بحلول عام 2040.
وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة (IEA) على أهمية استبدال المركبات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي بالمركبات الكهربائية للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتتوقع أن يؤدي هذا التحول إلى انخفاض يزيد عن 2 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم بحلول عام 2035.
يدعم برنامج “طريق 2.0” هذا الهدف العالمي ويعزز التزام الإمارات بمواجهة تغير المناخ خلال هذا العقد الحاسم.
اقتصاد منخفض الكربون
أعرب سعادة محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، قائلاً: “يمثل برنامج طريق 2.0 خطوة هامة في جهودنا لتحقيق مستقبل أكثر نظافة واستدامة. من خلال إبراز قوة التعاون، يوضح البرنامج أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تعزيز الجهود نحو اقتصاد منخفض الكربون.”
أهداف إزالة الكربون في طريق 2.0
الأهداف قصيرة الأجل
يهدف الموقعون على برنامج طريق 2.0 إلى شراء أو استئجار ما لا يقل عن 90 مركبة تجارية عديمة الانبعاثات (ZEVs) من مختلف أنواع المركبات، بما في ذلك السيارات المبردة وغير المبردة، والمركبات ذات العجلتين، والشاحنات الخفيفة إلى المتوسطة، وحافلات الركاب، وسيارات الصالون.
الأهداف متوسطة الأجل
بحلول عام 2030، يخطط الموقعون لنشر ما يصل إلى 6,000 مركبة عديمة الانبعاثات ضمن أساطيلهم داخل الإمارات، مما يمثل جهداً كبيراً لزيادة العمليات وتقليل الانبعاثات.
الأهداف طويلة الأجل
الهدف النهائي هو الوصول إلى 20,000 مركبة عديمة الانبعاثات في الأساطيل التجارية بحلول عام 2040، مع إمكانية تقليل 100,000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن احتراق الوقود.
الطريق نحو القيادة المستدامة
يشمل طريق القيادة المستدامة توسيع نطاق اعتماد المركبات الكهربائية في الإمارات. ولتحقيق أهدافه الطموحة، يحدد برنامج طريق 2.0 مجالات رئيسية تعتبر ضرورية لدعم التبني الواسع للمركبات الكهربائية بطريقة قابلة للتوسع ومستدامة.
تعزيز توفر المركبات الكهربائية في الإمارات
يدعو برنامج طريق 2.0 الموردين إلى توسيع نطاق تشكيلة المركبات الكهربائية لتلائم الاستخدامات التجارية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، لضمان توفر مجموعة متنوعة من المركبات الكهربائية التي تلبي احتياجات الشركات التشغيلية.
خيارات مرنة للتأجير والتمويل
نظراً للتكاليف الفريدة لتكنولوجيا المركبات الكهربائية، يشجع برنامج طريق 2.0 الشركاء الماليين على تقديم شروط تأجير مرنة وخيارات تمويل متنوعة لدعم الموقعين في عملية الانتقال إلى المركبات الكهربائية.
تعزيز الوصول التجاري
لتسهيل عملية الاعتماد المبكر، يقترح طريق 2.0 أن يقدم النظام البيئي للمركبات الكهربائية شروطاً أكثر سهولة، بما في ذلك الحوافز الأولية، لمساعدة الشركات على دمج المركبات الكهربائية ضمن أساطيلها.
الدعم الحكومي والشراكة بين القطاعين العام والخاص
يعزز برنامج طريق 2.0 في الإمارات، المدعوم من وزارة الطاقة والبنية التحتية ووزارة التغير المناخي والبيئة، التزام الحكومة بالتنقل الأخضر تماشياً مع برنامج إدارة الطلب واستراتيجية صفر انبعاثات للإمارات.
تركز هذه المبادرة التي تقودها الشركات على إزالة الكربون من الأساطيل التجارية بهدف تقليل الانبعاثات بشكل كبير بحلول عام 2040، مما يضع معياراً للممارسات المستدامة في قطاع النقل العالمي.